رأي السبّاق:قطر وحافة الهاوية

السبت 17 حزيران 2017

رأي السبّاق:قطر وحافة الهاوية

 

هل تحسب قطر جيدا مخاطر اعتمادها سياسة حافة الهاوية؟

 

حتى هذه الساعة تبدو قطر ، علنا أقله، تكابر ،وهذا ما يستشف من اعلان وزير المالية القطري علي شريف العمادي أنّ بلاده تدافع "بسهولة" عن اقتصادها وعملتها في مواجهة ما اسماه "العقوبات" التي تفرضها عليها دول خليجية وعربية.

 

واذا كان وزير المالية القطرية أظهر بأنّ سياسة مقاطعة قطر سيف بحدين، باعتبار أنّ "العقوبات" ستفرض على الدول الأخرى خسائر مالية وأضرارا في قطاع الأعمال، حتى أنّه ساوى الخسائر بين الجانبين المتصارعين ب"دولار خسائر مقابل دولار" ،فإنّ هذا الكلام يوحي بأنّ قطر تندفع في سياستها الخطرة التي لا تحسب حسابات اقتصادية دقيقة.

 

صحيح أنّ قطر تنام على احتياط مالي كبير ، وصحيح أنّ دول الخليج قاطعت قطر ولم تعزلها أو لم تطوقها بفك ثقيل، بل تركت لها منافذ لتتنفس اقتصاديا عبر تسهيل سيل إمداداتها من الغاز والبترول، الا أنّ هذا لا يعني أنّ قطر تخوض صراعها مع محيطها براحة كبيرة، وهي بدأت تأكل من لحمها الحيّ كلما تمادت الأزمة في الزمن، ويتعرض نقدها لضغوط في الأسواق، وانخفضت أسهمها حتى الآن ١٠٪ .

 

وبرغم إصرار وزير المالية القطرية على أنّ بلاده غير قلقة، وأوحى بأنّها تقود معركتها بطمأنينة انطلاقا من أنّ قطر تملك احتياطات وصناديق استثمار تمثل أكثر من ٢٥٠٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، وبأنها أمنّت لنفسها إمدادات للاستهلاك المحلي. فإنّ الأرقام المالية والحسابية تشير الى إهتزاز ،فمثلا، سجلت أسعار السندات الدولية القطرية انخفاضا حادا، كما أنّ السمعة القطرية أصيبت بالعمق وهذا ما سينعكس حكما على مستقبلها الاقتصادي اذا لم تتعاون مع المساعي الكويتية والفرنسية وحتى الاميركية في إيجاد حلول لأزمتها.

 

فهل سيأتي وقت وتراجع فيه قطر حساباتها ، وتعي أنّ اعتماد سياسة حافة الهاوية لا يفيد؟

 

    وهل تعي أنّها في ميزان القوى، السياسي والعسكري وحتى الاقتصادي لا يمكنها أن تستمر في تطبيق مقولة "عليّ وعلى أعدائي" باعتبار أنّ السقف بمعظمه سيسقط على رأس أبنائها؟

 

المطلوب من الدوحة القليل من السياسة والكثير من الحسابات التي تبني المستقبل.