هل تُغرق المقاطعة المالية المركب القطري؟

الاثنين 12 حزيران 2017

هل تُغرق المقاطعة المالية المركب القطري؟

 

تزداد المقاطعة الخليجية والعربية تأثيرا على الوضع الاقتصادي لقطر.

 

فإضافة الى المقاطعة الجوية والبرية والبحرية ، بدأت التدابير المالية تأخذ مجراها في البنوك الخليجية مبتعدة عن الأسواق المالية القطرية، ومن الخطوات اللافتة أنّ مصرف البحرين المركزي أمر بتجميد الأصول والحسابات المصرفية لنحو ٥٩فردا و١٢كيانا يرتبطون بقطر وتندرج أسماؤهم على اللائحة السوداء لدعم الإرهاب .

ويشمل هذا الإجراء البحريني تجميد وحجز الحسابات والأرصدة والودائع وحسابات الاستثمار وبوالص التأمين والتعاملات المالية للأفراد والكيانات الواردة في اللائحة السوداء التي وضعتها السعودية والامارات العربية ومصر والبحرين.

وكان مصرف الامارات المركزي اتخذ الخطوة نفسها يوم الجمعة الماضي.

 

شح الدولار في قطر

 

وفي الداخل القطري ، لاحظت وكالة رويترز أنّ شح الدولار أضرّ مكاتب الصرافة ما يجعل من الصعوبة للعمال الأجانب إرسال أموال الى بلادهم في ضوء تقليص بنوك أجنبية تعاملاتها مع مؤسسات قطرية .

وتراجع مخزون الدولار في قطر بسبب توقف شحنات أو نقل الدولارات من دولة الامارات ، وهذا ما عزّز طوابير طالبي الدولارات على أبواب الصيارفة.

ولا يعني شح الدولارات أن قطر تعاني من نفاد الأموال ولكنّ الأزمة الديبلوماسية التي تعانيها قطر أثرّت سلبا على جزء من نظامها المالي ، علما أنّ قطر تتمتّع بقوة اقتصادية تظهر في مستوى دخل الفرد والناتج المحلي واحتياطها الضخم من النقد الأجنبي.

ولكن هذه القوة الاقتصادية الهائلة لقطر انكمشت مؤخرا ، فهبطت مثلا أسهم البنوك القطرية كبنك قطر الوطني ومصرف قصر الإسلامي وبنك قطر الدولي الإسلامي ومصرف الريان وبنك الدوحة. واذا استمرت الازمة الاقتصادية ربما سحب الخليجيون ودائعهم من البنوك القطرية والتي تقدّر بأكثر من ١٦ مليار دولار.

نشير الى أنّ سهم البنك التجاري القطري غرّد خارج سربه وارتفع سهمه ٢،٧٪.

 

الخطوط الجوية القطرية

في هذا الوقت الرمادي الذي تعيشه الأسواق القطرية، كشفت الخطوط الجوية القطرية أنّ أرباحها الصافية زادت ٢١،٧٪ في العام المالي الماضي الذي انتهى في مارس آذار الماضي.

هذه النتائج تزامنت مع بدء تنامي الضغوط الهائلة التي تتعرض لها هذه الخطوط الجوية بفعل المقاطعة الخليجية والعربية، وهذه الضغوط أتت بعد توسعت الشركة القطرية في مقاصدها وفي تكبير أسطولها الجوي.

 

استنتاج

وإزاء هذه الضغوط الخليجية والعربية والإسلامية والدولية هل سينجو المركب القطري من الغرق بفعل احتياطه النقدي ، وبفعل انفتاحه التجاري على ايران وتركيا.

ربما سيقاوم هذا المركب في المدى المتوسط ، ولكن المركب سيغرق حتما في المدى البعيد وفق ما يتوقعه المراقبون.