ما أهمّيّة الانطباع الأوّل؟

الثلاثاء 30 أيار 2017

ما أهمّيّة الانطباع الأوّل؟
 
 
يتّفق الباحثون حول فكرة أننا نأخذ قرارات تتعلّق بالنّاس ضمن مهلة زمنيّة تبدأ بثوان معدودة ولا تتعدّى البضع دقائق.
 
 
ولا بدّ ان تكون الاحكام الاوّليّة بمعظمها من جوهر الفطرة البشريّة. فالقدرة على التّعرف بسرعة على تعابير وجوه الغرباء والقصد منها هي الدافع الاوّل لمدّ اليد للتعرّف على الشّخص او ببساطة الابتعاد عنه.
 
 
وأشارت دراسات أجراها فريق من جامعة برينستون أن الناس يصدرون أحكامهم الأوليّة في ما يتعلّق بالثّقة والكفاءة والإعجاب في إطار جزء صغير من الثانية بعد رؤية وجه شخص ما للمرّة الأولى. وخلال هذه الدّراسة، أن هذه الأحكام الأوّليّة لم تتغيّر مع مرور الوقت، ما يعني اننا نلتصق جيّداً بالأحكام الأوّليّة التي نبنيها منذ اللحظة الأولى. 
 
 
بالإضافة الى ذلك، تلعب نبرة الصّوت دوراً بارزاً في إصدارنا أحكاماً حول شخصية الناس بحسب ما أشارت اليه الأبحاث التي أجرتها جامعة غلاسكو من ماكالير وتودوروف وبيلين خلال الأعوام الماضية. ونتج عن هذه الأبحاث أن الأشخاص الذين يتحدّثون بنبرة صوت مرتفعة أو ضاربة، تمّ تصنيفهم على أنّهم أكثر جدارة بالثّقة ومحبوبون بدرجة أكبر. وعلى الرغم من أن هذه الأحكام قد لا تكون دقيقة إلّا أنّها تبدو متّسقة.
 
 
من جهة أخرى، يبدو انّ نبرة الصوت العالية لا تحمل نتائج إيجابيّة في بعض الأحيان، لأنه، بحسب ما أشارت اليه دراسة في جامعة ميامي (كلوفستاد وأندرسون وبيترز) يتّجه أصحاب النبرات المنخفضة الى حمل روح القيادة. لذلك على الأفراد ان يتعلّموا كيفيّة التحكّم بنبرة صوتهم بحسب ما تقتضي به الظروف.
 
 
تؤثّر هذه الإشارات الصغيرة والمخفيّة على الأحكام الأوليّة بشكل كبير لذلك توجّب الانتباه عليها والتّحكّم بها عند الضرورة.