رأي السبّاق:تراجع ظرفي للدولار

الأحد 26 آذار 2017

رأي السبّاق:تراجع ظرفي للدولار

 

تراجع ظرفي للدولار بعد إعلان الفدرالي خفض الفائدة مرتين.

 شهد الدولار الأمريكي تراجعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، حيث تدهور أمس الأول إلى أدنى مستوى في أربعة شهور نظرا لحالة عدم اليقين التي تسود الأسواق الأمريكية حاليا حول وضع سوق الأسهم.

 

وتشير بعض التقديرات إلى أن الدولار خسر أخيرا المكاسب التي حققها منذ 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عندما فاز ترمب بالانتخابات الرئاسية، ويرجع البعض ذلك إلى حالة الإحباط التي أصابت الأسواق نتيجة إعلان الفيدرالي الأمريكي عزمه رفع أسعار الفائدة مرتين فقط هذا العام، في الوقت الذي كانت تأمل فيه الأسواق ورؤوس الأموال الدولية رفع الفائدة ثلاث مرات في 2017.

 

ويعتبر آخرون أن التوتر المكتوم بين الرئيس الأمريكي وجانيت يلين رئيسة الفيدرالي بدأ يتسرب إلى الأسواق وهو ما أدى إلى تراجع سعر صرف العملة الأمريكية في مواجهة العملات الدولية.

 

ويقول جورج كولن الباحث في بنك إنجلترا، إنه من المعروف أن الرئيس ترمب خلال حملته للرئاسة انتقد يلين، واعتبر أن ما تتخذه من قرارات مبني على أسس سياسة وليست اقتصادية، مضيفا أنه من الواضح منذ وصول الإدارة الجديدة إلى سدة الحكم فإن المزاج العام لترمب ومستشارية لا ينسجم مع توجهات يلين الاقتصادية.

 

وأشار كولن إلى أنه على الرغم من أنه لم يحدث حتى الآن صدام مباشر بين الطرفين، فإنه من الواضح أن لحظة الصدام تقترب، وهذا ما تشعر به الأسواق وتتخوف منه، ولهذا تراجعت قيمة الدولار.

 

ريتشارد براونيلي كبير المحللين الماليين في بورصة لندن يعتقد أن يلين لا تتفق مع ترمب في توجهاته الاقتصادية، ومن ثم فإن العلاقة بين الطرفين لا تتسم بالتعاون.

 

ويضيف أن هناك مواجهة حقيقية بين مدرستين اقتصاديتين مختلفتين، فمدرسة يلين تعطي الأولية للسياسة المالية لتحقيق التوازن الاقتصادي، وهي على قناعة بأن سياستها تحقق المرجو منها، والدليل على ذلك قدرتها على زيادة أسعار الفائدة لتصل إلى 1 في المائة حاليا، إضافة إلى الارتفاع التدريجي في معدلات التضخم.

 

وأشار براونيلي إلى أن المدرسة الأخرى التي ينتمي إليها ترمب لا تعتد كثيرا بالسياسة المالية، وإنما ترى في الضرائب عبر زيادتها أو خفضها الوسيلة المثلي لإعادة التوازن للاقتصاد الأمريكي، ونظرا لطبيعة الرئيس ترمب ومفاهيمه الإدارية فإن إمكانية التفاهم بين الطرفين مستبعدة.