رأي السبّاق:ديناميّة السوق في السعودية

الأربعاء 01 آذار 2017

رأي السبّاق:ديناميّة السوق في السعودية

 

دينامية السوق السعودية : بين النمو والإنكماش..

 

 تكررت ظاهرة التضخم السلبي "تراجع أسعار السلع والخدمات" في السوق السعودية، سبع سنوات خلال العقود الثلاثة السابقة "1988 حتى 2016"، وذلك بعد أن سجل التضخم "انكماشا" في شهر يناير الماضي بنسبة -0.4 في المائة للمرة الأولى منذ تعديل سنة الأساس إلى عام 2007  إلا أن الاقتصاد السعودي خلال الفترة ذاتها "12 عاما"، سجل نموا خلال تسع سنوات، فيما انكمش خلال ثلاث سنوات فقط منها، وهو ما يعني أن انكماش الأسعار في أي دولة لا يؤدي بالضرورة إلى انكماش اقتصادي، حتى لو رافقه عجز في الميزانيات.

 

وكشف التحليل، أنه على الرغم من التضخم السلبي في شهر يناير الماضي، إلا أن أسعار السلع والخدمات في السعودية تبقى مرتفعة بنسبة 36.5 في المائة منذ تعديل سنة الأساس إلى عام 2007، حيث بلغ الرقم القياسي لتكاليف المعيشة في يناير 2017 مستوى 136.5 نقطة، مقارنة بمستوى 100 نقطة عام 2007.

 

ويستبعد التحليل استمرار التضخم السلبي في السعودية حتى نهاية العام الجاري، بسبب أربعة عوامل رئيسية، أولها الإنفاق الحكومي القياسي الذي تم إقراره في موازنة عام 2017 بنحو 890 مليار ريال، إضافة إلى توجه الدولة لدعم القطاع الخاص بنحو 200 مليار ريال.

 

ثانيا، تتجه الدولة إلى فرض الضرائب الانتقائية خلال أبريل من العام الجاري، وضريبة القيمة المضافة مطلع العام المقبل، إضافة إلى العامل الثالث وهو توجه الدولة إلى رفع أسعار الطاقة تدريجيا لتصل إلى السعر العالمي، ما سيؤدي بالضرورة إلى رفع أسعار السلع والخدمات وارتفاع التضخم بالتبعية.

 

يضاف إلى ذلك العامل الرابع، وهو رفع الحكومة السعودية الرسوم الجمركية على بعض السلع الغذائية منها منتجات ألبان ودواجن، منذ مطلع العام الجاري، وهو ما سيرفع بالضرورة أسعار السلع الغذائية التي كانت العامل الرئيس في التضخم السلبي في يناير الماضي.  كما أن رفع أسعار الطاقة التدريجي سيرفع أسعار الطاقة، ما سيؤدي بدوره إلى رفع أسعار النقل التي كانت ثاني مجموعة تضخم تأثيرا في تحول المعدل إلى الاتجاه السلبي في يناير الماضي.