لماذا "عام الخير"

الجمعة 30 كانون أول 2016

لماذا
 
 
أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدّولة، أن عام 2017 في دولة الإمارات سيكون شعاره "عام الخير". وفي إطار هذا الإعلان نودّ ألقاء الضوء على بعض الأفكار الصادقة التي تعلل سبب تكريس دولة الامارات عاماً كاملاً للعطاء.
 

يعكس الخير في بادئ الامر النهج الذي تبنّته دولة الإمارات منذ تأسيسها في العطاء الإنساني وتقديم الخير للجميع دون مقابل. هو القيمة التي نعتز بها والتي رأيناها تتجسّد في الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ولا زال هذا التراث الخيري حيّ في أبناء الامارات ومتأصل في الحمض النووي في المجتمع الاماراتي. ولا يقتصر العطاء او الخير على التبرعات النقدية. لا بل، يتم تعريفه بالتغيير الذي يحرزه المواطنون مثل التغيير الإيجابي في حياة شخص ما، أو في مجتمع ما، أو تغيير على صعيد الأمة. لا يقاس إرث الشيخ زايد في التبرعات السخية التي وهبها  الى من هم أقل حظا فحسب، بل في الأثر الذي تركه في حياة الاماراتيين الى الابد. وتهدف سنة الخير الى إحداث فرق كبير في حياة المواطنين والاهتمام بأنفسهم أكثر.
 
 
ولا بدّ ان يحمل الخير مفهوم العطاء كتوجه مجتمعي عام ينخرط فيه كافة فئات المجتمع، بصورة خاصة ان للإمارات اعمالا خيرة عديدة في العطاء وتسعى لترسيخ قيمة “الخير" وبحسب ما قاله صاحب السّمو: "كلما أعطينا أكثر زادنا الله من نعمه عطاء واستقرارا وأمنا وأمانا وراحة وحياة كريمة". بالإضافة الى ذلك، أشار صاحب السمو الى مفهوم التطوّع الذي يشكّل أحد محاور عام الخير الرئيسية منوّهاً بأن الجميع يستطيع المساهمة في خدمة المجتمع "الطالب في مدرسته والجار مع جاره والأب في أسرته والطبيب في مهنته والمهندس في موقعه كل شخص يمكن أن يقدم شيئا لمجتمعه". فعندما يقضي الناس حياتهم خلف الأصول المادية وجمع الثروة، فسرعان ما سيتعلّمون أنه لا يوجد أي معنى في الحياة ما لم تتم مشاركتهم في ثرواتهم لخدمة الآخرين. لا يستطيع المرء الشعور بالكمال فعلياً ما لم يفعل الخير لإحداث الفرق.