رجل اعمال يختار خَلَفه

السبت 29 تشرين أول 2016

رجل اعمال يختار خَلَفه

 

 
رأى أحد رجال الأعمال النّاجحين أنه يتقدّم في السّنّ وأنه حان الوقت ليختار خلَفه. إلّا انه بدل ان يسلّم مركز الإدارة الى أحد المدراء النافذين في الشّركة أو الى أحد أولاده، قرّر القيام بأمر مختلف، فدعا جميع الموظّفين التّنفيذيين لديه الى اجتماع وأعلمهم انه سيختار مدير تنفيذي من بينهم.
 
 
واثناء الاجتماع سلّم كلّ واحد منهم بذرة ليزرعها ويهتمّ بها وقال لهم انه سيختار المدير الجديد وفق أفضل نبتة أو محصول بعد عام تحديداً. 
 
 
ومن بين الموظّفين الموجودين في الاجتماع، كان هناك رجل يدعى جيم، استلم البذرة كالآخرين وعاد الى المنزل فرحاً ومتحمّساً وأخبر زوجته عمّا حصل ذلك اليوم. وسرعان ما قامت الزوجة بزرعها في حوض صغير وساعدته كلّ يوم بالاعتناء بها. 
 
 
مرّت ثلاثة أسابيع وبدأ البعض يتحدّث عن نبتته الصّغيرة فتفاجأ جيم لأنّ بذرته لم تكن قد نبتت بعد. لكنّه لم يعر الأمر أي اهمّيّة وتابع الاعتناء بها كالمعتاد. ومرّت الأيام وأصبح الجميع دون استثناء لا ينفكّون عن التّحدّث عن نبتاتهم.
 
 
ومرّت ستّة أشهر ولم يرى جيم نبتته المتوقّعة فعلم أنه ربّما قتلها من كثرة الاعتناء بها. ولكنّه لم يخبر زملاءه الذين أصبحوا يتباهون بنباتات كبيرة وأشجار وغيرها...
 
 
مرّ عام وأتى الموعد المقرر مع رجل الاعمال العجوز وكان الجميع بغاية الحماس وينتظرون بفارغ من الصبر الإعلان عن المدير الجديد. فدخل هذا الأخير وراح يتأمّل بما قدّمه الموظّفون ويشيد بنباتاتهم وأشجارهم فيما كان جيم يقف في آخر الغرفة بخوف وخجل ويحاول الاختباء. 
 
 
وأخيراً، وقف المدير الكبير ليختار المدير الجديد من بين الحاضرين، فرأى جيم يقف في الخلف. عندها فكّر جيم بينه وبين نفسه أنه سيطرد حتماً لأنه لم يستطع ان يقدّم أي شيء وانتابه خوف شديد. وسرعان ما ناداه المدير وطلب منه ان يقف في المقدّمة وان يخبر الجمع ماذا حصل معه. وبالرّغم من قلقه أخبر جيم الجميع انه لم يستطع ان ينمي هذه البذرة التي أعطاها المدير. 
 
 
فنظر اليه المدير ثمّ نظر الى الحاضرين وقال لهم: "منذ عام سلّمتكم بذور عقيمة وميتة ومن المستحيل ان تنمو او تثمر. وبالرّغم من ذلك، أحضرتم لي اليوم أشجاراً ونباتاتً كبيرة وأزهاراً لأنكم عندما اكتشفتم ان البذور قد لا تنمو بدلتموها بأخرى.
 
 
لا أحد إلا جيم كان شجاعاً بما يكفي وصادقاً ليأتي اليوم بحوضه الصّغير وفيه البذرة التي أعطيته إياها. لهاذا السّبب سأعلنه المدير الجديد!" 
 
 
من خلال هذه التجربة، أراد المدير ان يعلّم موظّفيه الأمور التّالية: 
 
 
إذا كنت تزرع الصدق، فسوف تجني الثقة وإذا كنت تزرع الخير، فسوف تجني الأصدقاء، وإذا كنت تزرع التواضع، فسوف تجني العظمة وإذا كنت مثابراً، فسوف تجني الرّضا وإذا كنت تقوم بالعمل الشاق، فسوف تجني النجاح، وإذا كنت تزرع التسامح، فسوف تجني المصالحة، وأخيراً إذا كنت تزرع الإيمان بالله، فسوف تجني المحصول المرغوب.