ضرورة التطعيم ضد الأمراض المعدية

الثلاثاء 14 حزيران 2016

ضرورة التطعيم ضد الأمراض المعدية

 

لطالما ارتبطت التجمعات الجماهيرية بانتشار الأمراض المعدية. ففي عام ١٩٩٢، كان هناك حالتان من  تفشي مرض المكورات السحائية بين المقيمين والزوار الآتين للقيام بمناسك العمرة في مكة المكرّمة وجدة.

وفي عام ١٩٩٧، خلال موسم العمرة في شهر رمضان المبارك، كان هناك زيادة في عدد حالات هذا المرض مع أكثر من ٧٠% من الحالات ضمن الزوار الدينيين.

 

يمكن لمرض المكورات الرئوية أن يكون تهديداً خطيراً للأفراد الذين يحملون بكتيريا المكورات الرئوية في الممرات الأنفية الخاصة بهم. ويمكن  تعريض الآخرين لخطر الاصابة بالمرض من خلال الاتصال القريب، عن طريق الرذاذ التنفسي الصادر عن العطاس، السعال أو الزفير الذي يحمل  بكتيريا المكورات الرئوية.

 

 لتخفيف العبء الصحي المرتبط بهذه الأمراض للحجاج، ولمنع هذه الأمراض من الانتشار، أوصى الخبراء في المملكة العربية السعودية بالتطعيم المبكر للمسافرين الوافدين لأداء مناسك العمرة وذلك باعتباره تدبيراً أساسياً.

 

تتأثر وبائيات مرض التهاب السحايا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأنها على مقربة من منطقة حزام التهاب السحايا الأفريقي. يتّصف موسم الجفاف في بعض بلدان المنطقة وأجزاء من حزام التهاب السحايا برياح الغبار والليالي الباردة. 

 

ويُعتَقَد أن هذه الظروف، جنبًا إلى جنب مع التهابات الجهاز التنفسي العلوي التي تضرّ جهاز البلعوم (الجزء العلوي من الحلق)  تؤدّي إلى زيادة خطر الاصابة بأمراض المكورات السحائية.

 

 ويُعتَبَر العمر عامل الخطورة الأساسي لمرض المكورات الرئوية. ومع  شيخوخة السكان في العالم، يتزايد عدد الأشخاص المعرضين لخطر الاصابة  بعدوى المكورات الرئوية.

 

 الالتهاب الرئوي هو السبب الأكثر شيوعا لدخول المستشفى خلال موسم الحج. وذلك لأنه سهل الانتشار من شخص الى آخر في التجمعات.

 

وفي ما يلي، نعرض عيّنةً من الأشخاص الذين ينبغي أن يتلقّوا التطعيم ضد مرض التهاب السحايا:

 

1-  كل الوافدين للقيام بمناسك العمرة والحج خصوصاً عند اجراء العمرة في أوقات الذروة مثل شهر رمضان المبارك.

2- المسافرون إلى حزام التهاب السحايا الأفريقي.

3- المسافرون إلى البلدان التي من المعروف تفشي فيها هذا المرض أو التي تحمل خطر هذا الوباء.

4- الجيش والحرس الوطني

5- العاملون في مجال الرعاية الصحية في البلدان التي تعاني من ارتفاع عبء المرض.

6- العاملون في مجال الرعاية الصحية، رجال الشرطة وغيرهم من العاملين في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة وكذلك في المطارات والموانئ التي تستقبل الحجاج.

7- المشاركون في برامج التبادل (تلاميذ، طلاب الجامعات، المربيات، العمالة الوافدة) قبل الاقامة على المدى الطويل في البلدان التي يوصى فيها بأخذ احتياطات التحصين ضد المكورات السحائية.

8 - الفئات المعرضة للخطر: كبار السن فوق ال-٦٥ عاماً، البالغون الذي يعانون من أمراض مزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني، سرطانات الدم الخبيثة، المصابون بالأمراض الكلوية والرئوية المزمنة والذين خضعوا لزراعة الأعضاء أو نقي العظم.

 

تقدّم وزارة الصحة ووزارة الحج في المملكة العربية السعودية تحديثات منتظمةً حول السفر بدافع الحج وتنشر اللوائح الصحية للحجاج على موقع وزارة الصحة.

 

كما تعمّم هذه النصائح من خلال اتصالات وثيقة مع وكالات عالمية تعنى بالصحة العامة مثل منظمة الصحة العالمية، مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الصحة العامة في انجلترا، المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها والعديد من الجماعات الدينية، المنظمات ووكالات السفر التي تقدّم خدمات الحج والعمرة.

 

قد يسبّب التهاب السحايا  أضرارًا بالغةً في الدماغ والوفاة في ٥٠% من الحالات إذا لم يعالج. يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتلقيح البالغين للمساعدة على منع مرض المكورات الرئوية، من بين الأمراض المعدية الأخرى.

 

ويُعتَبَر التطعيم أحد أنجح الوسائل الصحية الوقائية إذ يمنع ما بين المليونين والثلاثة ملايين من حالات الوفاة كل عام بين مختلف الأعمار.