محمّد علي: سبّاق في القياديّة

الأحد 12 حزيران 2016

محمّد علي: سبّاق في القياديّة
 
 
إذا أردنا مقارنة الأشخاص قبل نجاحهم وبعده أو بالأحرى إذا أردنا التّحدّث عن إنجازاتهم، فلن نلقي الضوء إلا على القليلين القليلين. ومحمّد علي هو أحدهم وهو أحد أولئك الذين ارتقوا برياضة الملاكمة ورفعوها لتصبح اكثر من مجرّد رياضة عاديّة.
 
 
يعيش كلّ رياضيّ اليوم في ظلّ محمد علي وكذلك الأمر بالنسبة لكلّ زعيم وكلّ مقاوم في الحرب وكلّ خطيب وكلّ من يعمل في قطاع العدالة لأن محمد علي هو، وبكلّ بساطة السّباق بما أنجزه.
 
 
وإذا أردنا ان نقارن الرياضيين المعاصرين، يبرز كلّ من مايكل فيلبس ومايكل جوردان ولكن، ما هو التغيير الاجتماعي الذي خلقاه خارج التميّز الرّياضي؟ من منهما يتكلّم بصدق وشفافية كما فعل محمّد علي؟ 
 
 
قارنوا الخطباء المعاصرين بمحمّد على، فهل استطاع أحدهم التحدّث بذلك الانفتاح، أو ضحّى أحدهم في سبيل معتقداته؟ هل ألهم واحد منهم العديدين وكان مصدر وعي لهم؟ أي شاعر او كاتب شخّص عبارات في سبيل الحوار العام وتوصّل الى اعلى درجات التّحمّل؟ 
 
 
من هنا، عندما نقول محمّد علي، نعني مباشرةً "القائد". 
 
 
في مجال الأعمال والتجارة، نقوم ما بوسعنا للتأثير بالآخرين وقيادتهم، ونسعى جاهدين لنتعلّم من القادة الناجحين. إن كنتم لا تظنّون ان محمّد على كان قائداً عظيماً يمكن التعلّم منه والاقتداء به، فحان الوقت للاستسلام الى تلك الفكرة. فهو صاحب حديث جوهري ورسالة "أصيلة" وهو المثال الأوّل للقيادي المقدام.
 
 
وبالنسبة لرجل ادّعى انه لم يقرأ أي كتاب البتّة، تجسّدت أصالته عبر صوته الجهوري ووصلت الى أبعد مما قد تصل اليه المراكز العالية والمال والألقاب في صناعة القادة. لا شيء يمنعنا من التّحدّث بمثل تلك المصداقية والادانة والانفتاح التي تميّز بها الملاكم العظيم. 
 
 
ولا ريب في انّ لمحمد علي أثر بارز على مارتن لوثر كينغ الذي استقى منه روح القيادي دون أي تكلّف وبأسلوب بسيط للغاية وغني بالمعاني العميقة والدلالات الصادقة والبنّاءة.