رأي السبّاق : الذهب يتلاعب بالمستثمرين

الذهب يتلاعب بالمستثمرين ...

 هو السلعة التي احتار بها الخبراء والمستثمرون، هي وريثة الأمراء والملوك واليوم حامية الإستقرار النقدي في العالم. الذهب في لمعانه تخفق له الأفئدة حين يرتفع وتذرف عليه الدموع حين ينحدر وقد صدق القول فيه : اللماع الذي حير العلماء وخرق التوقعات..

المشهد الأخير للذهب كان محيراً ، فمنذ كانون الأول 2015 حتى يومنا هذا والمعدن الأصفر يتلاعب بالمضاربين فيخذل البعض ويريح البعض الآخر،  أقفل في شهر أبريل على 1306 دولار للأونصة‘ وعاد من ترحاله الطويل ليستقر من جديد عند عتبة 1264 دولار، لكنه لم يكن وفياً كفاية للشراة فعاد وإرتفع إلى سعر1272 دولار ليوقع المستثمرين والخبراء الإقتصاديين في حيرة وليقنع الدول على أهمية الإحتياطات الذهبية التي بديمومتها ترفع قيمة النقد المباشر وتحافظ على القدرة الشرائية للمستهلكين.

العملة الورقية بدورها أضحت رهينة دائمة للذهب، ففي الآونة الأخيرة رأينا اليورو يستمد قوته من الإحتياطيات المركزية التي كوّنها في العامين الأخيرين وخاصة في ألمانيا التي زادت إحتياطها من الذهب بنسبة 18% في عام واحد وهو مؤشر واضح لسلوكيات الدول الكبرى وقراءاتها البعيدة المدى.

كذلك الصين التي صرفت ما يقارب 47 مليار دولار في الأعوام العشرة الأخيرة لتدعيم إحتياطها النقدي من الذهب ودول أخرى لا مجال لذكرها في المقاربة الحالية.