رأي السبّاق:الأمن الغذائي للدول والتبعية

الثلاثاء 05 نيسان 2016

رأي السبّاق:الأمن الغذائي للدول والتبعية

 

الأمن الغذائي للدول : فكّ للتبعية...

 

ينطلق مفهوم الأمن الغذائي للدول من مبدأ الحماية الإقتصادية ، الإجتماعية والسياسية. رغم أنّ حالة الإكتفاء الذاتي باتت من نسج الخيال بسبب تداخل المصالح والأعمال إلا أنّ التجربة تستحق البحث والتحقيق.
 
 
تاريخياً ، ومع نشوء الثورة الصناعية عمدت بعض الدول الأوروبية على تطوير إنتاجها السلعي كماً ونوعاً فتوسعت المنشآت وزاد المخزون السلعي بحيث ساهم بتوفير جزء كبير من الطلب المحلي على الإستهلاك ، ثمّ ما لبثت أن إزدادت الإستثمارات الصناعية والزراعية المتخصصة لحين تحقق فائض في الإنتاج وأصبح مهيأ للتصدير إلى الخارج.
 
 
تثبيتاً لسياساتها التوسعية وبحثاً عن أسواق جديدة لتصريف الإنتاج لجأت الدول الغربية وتحديداً الأوروبية منها إلى فتح علاقات تبادلية مع جيرانها وشركائها الإستراتيجيين من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ثمّ ما لبثت أن دخلت عنوة في بعض الدول المصنفة آنذاك في طور النمو مثل الدول العربية والإفريقية وشرعنت تدخلها عبر المنظمة الأممية آنذاك تحت مسمى عصبة الأمم ، والهدف من وراء ذلك منع الدول المنتدبة من تحقيق إكتفائها الذاتي الغذاتي والإعتماد على الدول الغربية في حاجاتها المباشرة كالغذاء والدواء والمواد الصناعية وغير المباشرة في نمط الحكم وضبط الإستقرار الأمني والسياسي.
 
 
اليوم وبعد إنفتاح الأسواق جراء مفهوم العولمة وبروز دور أكبر للشركات المتعددة الجنسيات أصبح الإكتفاء الذاتي نسبيا حتى عند الدول الكبرى ، وأمست غالبية الدول بغض النظر عن تصنيفها تعتمد على المعروض من تلك الشركات فإنتهى زمن السيطرة المباشرة للدول ليحل مكانها سيطرة العائلات المالية الكبرى وأصحاب المليارات الذين ما انفكوا يعملون على إيصال رجالاتهم إلى المناصب العليا في الدول لتحقيق مآربهم المالية والإقتصادية...