رأي السبّاق: النمط الإستثماري والصراعات الراهنة

الثلاثاء 15 آذار 2016

رأي السبّاق: النمط الإستثماري والصراعات الراهنة

 

هل يتغير النمط الإستثماري في ظل الصراعات الراهنة؟

 

يبدو أن مجموعة كبيرة من المستثمرين قد دأبوا على نمط موحد للإستثمار ، ويتمثل في دراسة الجدوى الإقتصادية للمشاريع ومقارنة إيراداتها ونفقاتها المتوقعة لإتخاذ القرار بالإستثمار أو العدول عنه ، ولكن النظرية هذه باتت من الماضي في ظل المتغيرات المتسارعة والمخاطر الناجمة عن السخونة الأمنية والسياسية.
 
 
كما يقال عادةً : الرأسمال جبان ، وهي مقولة إعتادت عليها الأسواق ، فالمستثمر أمسى يتدارك المخاطر المتأتية من كافة الإتجاهات لتلافي الخسائر التي يمكن أن تنتج عن ظروف خارجة عن حساباته الماالية وقدرته على سداد ديونه وغرامة ربحية إستثماراته.
 
 
اليوم باتت الدراسات الإستثمارية أكثر إستراتيجية وتعتمد ليس فقط على الجدوى المالية للمشروع بل دخلت فيها عناصر إضافية ، كدراسة الإستقرار الأمني والسياسي للمنطقة المستهدفة بالإستثمار ناهيك عن القدرة الشرائية للمواطنين وحجم الطبقة الوسطى فيها وثبات السلطة والثقة الشعبية فيها.
 
 
نظرية الأسواق المفتوحة وتبعية الرساميل لحركة السوق العالمية أضحيا من الماضي، فاليوم صار على صاحب المال المنوي توظيفه أن يكون محللاً سياسياً وإستراتيجياً وأمنياً لردع العوامل المحبطة لإستثماره ، ومنهم من فضل الترقب المرير والتحول نحو العقارات والذهب بإنتظار جلاء الصورة الكبرى وعودة الأمور إلى طبيعتها السابقة...