رأي السبّاق:الزراعة هي الحل

الأحد 21 شباط 2016

رأي السبّاق:الزراعة هي الحل

 

هل تكون العودة للزراعة هي الحلّ ؟

 

 تشهد الساحة الدولية اليوم تغيرات كبرى على صعيد السياسة والإقتصاد ، فالدول التي ظلت تنعم لعقود من وفر مالي نتيجة تجمّع الموارد المالية المتأتية عن بيع النفط ، باتت عرضة اليوم أكثر من أي وقت مضى للتخلخل الإقتصادي البنيوي...
 
 

لطالما إستفاقت الدول من جشعها حين تحل بها الأزمات واليوم تعيد غالبية دول العالم المتقدمة منها والناشئة سياساتها المالية والإقتصادية تماشياً مع الأزمات ، فالبعض يعيد جدولة ديونه المستحقة والبعض الآخر يحاول إحياء قطاعات رديفة علها تأتيه بالموارد الإضافية، بيد أنّ لا أحد من الإستراتيجيين الكبار وضع على سلم الأولويات الزراعة كحل دائم مرتبط بمفهوم التنمية المستدامة.

 

إنّ أهمية الزراعة تكمن في خانات ثلاث يمكن من خلالها النهوض بالإقتصادات الفقيرة وتلافي الإنهيارات الكبرى بعدما عايشنا لسنتين تذبذبات بأسعار السلع الإستراتيجية أنهكت المستهلك والمنتج على حد سواء. الإيجابية الأولى للزراعة في توفيرها موارد سلعية تستطيع رأب الصدع بين الحاجات الملحة وأعداد السكان المتزايدة عاماً بعد عام .
 
 
النقطة الثانية التي تسجل للزراعة في ظل الأوضاع العصيبة هي بتأمينها الحد الأدنى من الإكتفاء الذاتي الغذائي الذي بدوره يمنح الدول إستقلالية غذائية لمنع الدول الكبرى من التحكم بأسعار السلع الأساسية في السوق العالمية.
 
 
أما النقطة البارزة فهي الربط الإجتماعي والثقافي بالبلد فبعدما رأينا حالات من التفكك الإجتماعي بسبب النزوح والحروب المنتشرة والسعي وراء تحقيق الأرباح السريعة تأتي الزراعة كنموذج وحدة لإعادة الناس إلى جذورهم وإعادة الإندماج الإقتصادي عبر العمل الزراعي الذي يتطلب تعاوناً بدل مظاهر التشرذم والإنفراط الإجتماعي المهيمن حالياً داخل المجتمعات...