رأي السبّاق:اقفال السنة النفطية

الخميس 31 كانون أول 2015

رأي السبّاق:اقفال السنة النفطية

 

السنة النفطية تقفل ما دون الأربعين دولار...

 

تقفل السوق النفطية بأداء متواضع للغاية، فقد إختتمت السنة على سعر إنحداري ما دون الأربعين دولار وهو أسوأ أداء للمنتجين النفطيين منذ عقدين تقريباً وتراكمت العوامل المؤثرة في هذا المضمار وتداخلت حتى بتنا لا نستطيع تمييز العوامل السوقية من الإقتصادية من السياسية.
 
 
من الجلي في الموضوع أنّ أداء السوق في الماضي القريب كان مصطنعاً وغير منطقي حينما وصل سعر الخام في ال2006 إلى 147 دولار وهو رقم تحتاج السوق النفطية سنوات عديدة لتعود وتحققه من جديد نتيجة عوامل ترتبط بإنتاج المركبات الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا بنفس مستوى الفيول وهو أمر ساهم بتقليص الطلب على إستهلاك الوقود خاصة في الدول المزدحمة سكانياً كالصين والهند وإفريقيا.
 
 
أبرز المتضررين من الأداء النفطي لهذا العام كانت روسيا والخليج العربي وإيران ومن المستغرب أنّ الدول المذكورة هي في قلب النزاعات في الشرق الأوسط والعالم ولا يزال إنتاجها متزايد حتى في ظلّ مخاطر نقل الحاويات والسفن للنفط ومشتقاته.
 
 
التوازنات المالية لغالبية دول أوبك تخلخلت وفي بعض الدول إزدادت المديونية العامة بمعدل 17% في سنة واحدة وهو أمر جد خطير في ظل توقعات بطيئة للنهوض الإقتصادي العالمي. لكن المريب في الأمر والذي يدفع للتساؤل الجدي حول السياسات الفاعلة الحكومية في الدول المتقدمة والناشئة على حد سواء هو إزدياد عدد أصحاب المليارات بحيث بات يمتلك 1760 إنساناً ما يوازي السبع تريليونات دولار وهو أمر قد يولد تفاوتات إجتماعية وإقتصادية بين شرائح المجتمع داخل الدول.