كتل جليدية على سطح الكوكب بلوتو

الأربعاء 11 تشرين ثاني 2015

كتل جليدية على سطح الكوكب بلوتو

أفاد بحث نشرت نتائجه  بان العلماء اكتشفوا ما يبدو انها "براكين تنبثق منها كتل جليدية" على سطح الكوكب القزم بلوتو ما يثير أسئلة بشأن ما اذا كان هذا الكوكب النائي الصغير نشطا من الناحية الجيولوجية.

 

وكتب ايرين كلوتز في وكالة رويترز أنّ هذه النتائج -التي نشرت خلال اجتماع للجمعية الفلكية الأمريكية بمنطقة ناشونال هاربور بماريلاند- ترسم صورة أكثر تعقيدا عن ذي قبل أمام العلماء بالنسبة الى بلوتو وأقماره.وقال آلان ستيرن عالم الكواكب بمعهد ساوث وست البحثي في بولدر بكولورادو للصحفيين خلال مؤتمر صحفي "تبعث منظومة بلوتو الحيرة في نفوسنا".ويرأس ستيرن الفريق المشرف على برنامج المسبار الآلي (نيو هورايزونز) التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) والذي كان قد اقترب بصورة لا مثيل لها من بلوتو في 14 يوليو تموز الماضي.ولا تزال الصور والقياسات التي التقطت خلال اقتراب المسبار من الكوكب تصل تباعا الى الأرض.

 

ومن بين 50 تقريرا سيطرحها باحثو المسبار هذا الاسبوع على بساط البحث القاء نظرة ثاقبة على جبلين على سطح بلوتو يتجاوز قطر كل منهما 161 كيلومترا ويزيد ارتفاع كل منهما عن بضعة كيلومترات وعلى قمة كل منهما منخفض يضاهي البراكين التي عثر عليها على المريخ وأخرى على كوكب الارض.وقال أوليفر وايت الباحث في برنامج المسبار (نيو هورايزونز) ولدى مركز آميس البحثي التابع لناسا في موفيت فيلد بولاية كاليفورنيا "لم يشاهد مثل ذلك قط في النطاق الخارجي للمجموعة الشمسية."وعلاوة على ما تطلقه براكين بلوتو من الصخور المنصهرة فانه ينبعث منها أيضا الماء المتجمد وغازات متجمدة مثل النيتروجين والأمونيا والميثان.   يقول وايت إن فكرة وجود براكين على بلوتو -الذي تبلغ مسافة بعده عن الشمس نحو 30 مرة مثل المسافة بين الشمس وكوكب الأرض- تبدو غريبة لكنها قريبة من شكل الجبال.

 

ورصد المسبار (نيو هورايزونز) شقوقا عميقة كثيرة على سطح بلوتو طول أكبرها 322 كيلومترا وقال وايت إن وجود مثل هذه التصدعات الكثيرة على هذا الجانب من بلوتو يوضح ان سطح قشرته الخارجية شهدت تمددا كبيرا في أحد الأزمنة التاريخية.ويشك العلماء في ان تحلل عناصر مشعة بصورة طبيعية في جوف الكوكب كان مصدر الحرارة التي ساعدت على تحوله.وأوضحت صور التقطها المسبار بعد ان اقترب من الفلك الجليدي طبقة سميكة من الأجواء الضبابية الكثيفة فيما كشفت صور قريبة من سطح الكوكب عن دفقات من غاز النيتروجين المتجمد.وأصبح المسبار (نيو هورايزونز) أول مركبة فضائية تزور بلوتو وأقماره التابعة له ويبعد بلوتو عن الشمس مسافة ثلاثة مليارات ميل فيما ترسل اشعتها حول وعبر المجال الجوي للكوكب.

 

ونشرت ناسا صورا جديدة لسطح بلوتو تضمنت مؤشرات توحى بحدوث طائفة واسعة النطاق من الانشطة الجيولوجية بما في ذلك التدفقات الجليدية الخاصة بهذه الكوكب القزم.وتصل درجة حرارة سطح بلوتو الى 235 درجة مئوية تحت الصفرما يعني ان من الصعوبة بمكان ان يكون جليده مكونا من الماء وبدلا من ذلك يتكون معظم جليد سطح بلوتو من غاز النيتروجين المتجمد.

 

والهدف من مهمة المسبار التي تكلفت 720 مليون دولار هو رسم خريطة لسطح بلوتو وتشارون أكبر أقماره وتحديد المواد المكونة لهما فضلا عن دراسة الغلاف الجوي لبلوتو.