رأي السبّاق:البيروقراطية في الإقتصاد العربي وتداعياتها

الخميس 15 تشرين أول 2015

رأي السبّاق:البيروقراطية في الإقتصاد العربي وتداعياتها

البيروقراطية في الإقتصاد العربي وتداعياتها....

 

 البيروقراطية بمعناها الواسع تعبّر عن التباطؤ في إنجاز المعاملات الإدارية ، وهي بحسب القاموس الليبرالي العائق الأساسي أمام تسيير الأعمال وجدوى الإستثمار.

 

العالم العربي تحديداً يذخر بمؤشرات البيروقراطية الإدارية ولو أنّ التعميم غير جائز إنما في غالب الأحيان ولمصداقية البحث علينا طرح الأمور من زاوية علمية فنية بهدف تطوير الأنظمة الإقتصادية ولتحسين تنافسيتها في عالم يتوجه شيئاً فشيئاً إلى إلغاء التعاطي المباشر ما بين المواطن والدولة لتفادي حركات الغش والرشوة والإختلاس.

 

أسباب البيروقراطية في عالمنا العربي كثيرة ومرتبطة جلها بالفساد السياسي والمالي، فتبدأ بالتوظيف الذي يعتمد معايير الإنتماء إلى الطائفة والحزب الحاكم بدل اللجوء إلى معايير علمية تستند إلى الكفاءة والجدارة لدى العاملين في القطاع العام.

 

أمّا إنعكاسات البيروقراطية أول ما تصيب الإستثمار، فالمستثمر الذي عليه أن يدفع مبالغ جانبية لتسيير معاملاته الإدارية والمالية سوف يضطر لأحد الأمرين: إما أن يلجأ إلى إستثمارات قصيرة الأمد وذات ربحية عالية وهكذا تكون فرص عمل المواطنين عرضة للخطر الدائم ، أو أن يُرغم إلى رفع أسعار السلع أو الخدمات التي يسوّقها لتعويض الخسائر التي تكبّدها بسبب الرشاوى والتنفيعات ما ينعكس على مستوى الأسعار في السوق ويخلق تضخماً مالياً على المدى المتوسط والبعيد...