رأي السبّاق:عناصر النظام الضريبي الفاعل!

الخميس 30 تموز 2015

رأي السبّاق:عناصر النظام الضريبي الفاعل!

عناصر النظام الضريبي الفاعل!!

 

يعود مفهوم جباية الضرائب والقوانين الضريبية المتنوّعة لعصورٍ غابرة ومنذ تكوّن الحضارات. فما من نظامٍ مجتمعي ذات مؤسسات إدارية وسياسية وإقتصادية لا يستند على نظام ضريبي معيّن.
 

إستخدمت الضريبة بدايةً في المجتمعات القديمة والحضارات الفاتحة لتمويل الحملات العسكرية التي يقوم بها الملوك، وكانت تُفرض داخل المملكة الأم، وداخل الأراضي الجديدة التي تمت الهيمنة عليها.

 

مع تطوّر الأنظمة الإجتماعية إستمرت الضريبة كوسيلة كلاسيكية لتمويل نفقات الحاكم وحاشيته وجيشه إنّما مع بعض التقديمات الإجتماعية وذلك بهدف قطع الطريق على حالات التمرّد التي يمكن أن تنشأ بفعل الغضب الشعبي داخل المملكة نتيجة تفشّي الفقر والعوز تحديداً في القرون الوسطى.
 
 
 
مع ظهور الأنظمة المالية والإقتصادية وقيام ثوراتٍ إنسانية كالثورة الفرنسية والثورة الصناعية ، أخذ النظام الضريبي بالتحوّل من مجرّد أداة للجباية وتمويل إحتياجات الحاشية والجيش إلى نمط مالي حديث تتحدّد بموجبه التركيبة الإجتماعية بلد.


أضحت الضريبة مع الليبرالية الحديثة أداةً للحدّ من الفوارق الإجتماعية، فالضريبة المباشرة التصاعدية التي تستهدف الميسورين بإقتطاعات أعلى، تتحوّل إلى إنفاقٍ مجد ويكون هذا الإنفاق إمّا مباشر بتوفير خدمات أساسية مجانية للمواطنين كالتعليم والإستشفاء، أو غير مباشر كالإستثمار في البنى التحتية وتحفيز الإستثمار الأجنبي.
 

اليوم وبظلّ كلّ المتغيرات المحيطة بالعالم ، صارت الحاجة ملحة لنموذج ضريبي أكثر حداثة يعيد التوازن الإجتماعي بين الشرائح الإجتماعية والإقتصادية بين القطاعات الإقتصادية والمالية وبين المؤسسات المالية، لأنّه مع تحكّم الإحتكارات بالأسواق وهيمنة الماركات العالمية على ذهنية المستهلك، لا بدّ للدول من البحث عن صائد جديد لأموال المحتكرين.