المجس الفضائي يحيد عن موقعه ملايين الكيلومترات

الثلاثاء 21 تموز 2015

المجس الفضائي يحيد عن موقعه ملايين الكيلومترات

قال علماء أوروبيون  إن المجس الفضائي (فيلة) توقف عن ارسال إشارات الأمر الذي يزيد من مخاوف ان يكون قد حاد مرة أخرى عن المكان المحدد لهبوطه على بعد ملايين الكيلومترات من كوكب الارض.

 

وقال خبراء في هذا المشروع التاريخي لوكالة الفضاء الأوروبية إن هذا المعمل الفضائي الذي يعادل في حجمه براد -والذي هبط على سطح المذنب 67 بى/تشوريموف-جيراسيمينكو فى نوفمبر تشرين الثاني الماضى- كان قد أجرى آخر اتصال لاسلكي في التاسع من الشهر الجاري ولم تكلل بالنجاح محاولات معاودة الاتصال به.كان المجس -في أول محاولة للهبوط على مذنب بسرعة 135 كيلومترا في الساعة- قد قام بمناورة قبل ان يهبط على سطح المذنب لكنه اتخذ موقعا ظليلا ما يحول دون ان يعيد شحن ألواحه الشمسية.

 

وقال العلماء إن المجس كان قد خرج من حالة سبات في يونيو حزيران الماضي فيما كان المذنب يقترب من الشمس إلا ان أحدث المعلومات تشير الى أن أمرا ما -ربما كان انبعاثا غازيا- قد جعله يتحرك مرة أخرى.وقال ستيفن أولماك مدير مشروع المجس (فيلة) في المركز الألماني للفضاء في بيان "إن مسألة مدى شدة سطوع الشمس وعلى أي الألواح الشمسية قد تغيرت بين شهري يونيو ويوليو".وقال فريق المراقبة الارضية إنه ربما تكون هوائيات المجس قد اعترضها شيء ويبدو أن أحد أجهزة الارسال توقف عن العمل.

 

ولم يرد المجس على أمر ارسل له لتنشيط أجهزة الذاكرة والمعدات الخاصة بتحديد حالة البلازما للمذنب ومجاله المغناطيسي.وانقطعت أيضا الاتصالات بين المجس (فيلة) والمسبار الفضائى (رشيد) بسبب الكميات الكثيفة من الغبار المنبعثة من المذنب وهو يدنو من الشمس ما يجعل من الصعب على (رشيد) مواصلة الاقتراب من المذنب.

 

وأرسل العلماء أمرا للمجس (فيلة) بأن يستخدم واحدا فقط من اجهزة الارسال والاستقبال وبدأوا يحركون المركبة (رشيد) الى منطقة أكثر أمانا على مسافة تتراوح بين 170 الى 190 كيلومترا عن سطح المذنب.   وحتى 24 من شهر يوليو تموز الجاري سيظل المسبار (رشيد) يدور في مسار يمكنه من الاتصال بالمجس (فيلة) ثم يسافر الى المنطقة الجنوبية للمذنب لمراقبته مستعينا بنحو 11 جهازا علميا.وقال أولماك "من الواضح ان (فيلة) لا يزال يعمل لانه يرسل بيانات حتى ولو كان يقوم بذلك على فترات متقطعة وفي اوقات مدهشة".

 

ويدنو المذنب من أقرب نقطة من مداره حول الشمس فى 13 أغسطس ما يثير أتربة قد تجعل المسبار (رشيد) يعجز عن الاستعانة بالمعدات الخاصة بتوجيهه.ويأمل العلماء بأن تساعد العينات التى سيجمعها المجس (فيلة) من المذنب البالغ طوله خمسة كيلومترات وعرضه ثلاثة كيلومترات فى الإفصاح عن تفاصيل كيفية نشوء الكواكب وربما الحياة نفسها. ويحتفظ المذنب المكون من جليد وصخور بجزيئات عضوية قديمة تمثل كبسولة الزمن.وبدأ هذه المشروع منذ عشر سنوات ويرى العلماء أن فرصة الهبوط ستسنح فى 11 نوفمبر تشرين الثانى حين يكون المذنب على بعد 450 مليون كيلومتر من الشمس.

 

وسفينة الفضاء الاوروبية روزيتا هى الاسم الغربى تيمنا بمدينة رشيد بدلتا نهر النيل بمصر التى عثر فيها على حجر رشيد الذى فك ألغاز اللغة الهيروغليفية. وفيلة اسم جزيرة بنهر النيل قرب مدينة اسوان بصعيد مصر حيث وجدت مسلة مصرية قديمة ساعدت ايضا على فك شفرة اللغة الهيروغليفية.

 

(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية لوكالة رويترز - تحرير دينا عادل)