رأي السبّاق:التجارة البينية العربية

الأربعاء 22 تموز 2015

رأي السبّاق:التجارة البينية العربية

التجارة البينية العربية : إلى إزدهارٍ أو إلى أفول ؟

 

بدأت الدول العربية منذ مطلع سبعينات القرن الماضي بعقد إتفاقياتٍ تجارية ثنائية إنما إتخذت بمجملها طابع التحدي فقد تكوّنت جبهات متخاصمة نتيجة الإختلاف على توزيع المغانم والمراكز داخل جامعة الدول العربية وظهور البعض بلباس القادة لدول أصغر حجماً ودول أخرى بلباس التبعية.
 
 
منتصف الثمانينات وبمبادرة سعودية-مصرية أقرت داخل إجتماعات القمة العربية مبادئ وأسس للتعاون المشترك وطرحت وثيقة تجارية شهيرة سُميت فيما بعد إتفاقية اليسير العربية. مضمونها لا يختلف عن الإتفاقيات المبرمة بين كل دولتين على حدى إنّما تحمل في جوهرها معنى أعمق للتعاون العربي المشترك.

إبان التطبيق في بداية التسعينات برزت بطبيعة النشاط الإقتصادي وإختلاف حجم الإقتصادات العربية الغلبة لدول كالمملكة العربية السعودية ومصر والعراق وسوريا وأتت في بعض الأحيان على حساب دول أصغر حجماً كلبنان والأردن والبحرين.. ولكن مع تطوّر نهج السوق الإقتصادي العربي وظهور أساليب ووسائل حديثة لتخليص البضائع وتطوير الإدارات العامة لبلدان عربية لم تكن قيادية آنذاك ، برزت أدوار مهمة لدول كانت تعتبر صغيرة في دورها أو في حجمها لعدم إنخراطها في النزاعات والتسويات الدولية مثل الإمارات العربية المتحدة وعمان التي إستفادت من النمط الإقتصادي الجديد السائد في العالم وبفضل رشاقتها المالية وحسن توظيفاتها المالية إستطاعت تثبيت نفسها كركن أساسي وكمحور للتجارة الإقليمية والدولية