رأي السبّاق:السلع الاستراتيجية للضغط السياسي

الأحد 12 تموز 2015

رأي السبّاق:السلع الاستراتيجية للضغط السياسي

السلع الإستراتيجية : وسيلة للإستقرار الإقتصادي أم أداة للضغط السياسي ؟

 

إنّ السلع المسمّاة إستراتيجية كالنفط والقمح والذهب لم تعد مجرّد وسيلة لتوازن الموارد والحاجات الإنسانية ، بل باتت أداة للضغط السياسي والإقتصادي تستخدمها الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميركية والصين والمانيا... لفرض مشاريعها السياسية وبرامجها الإقتصادية على الدول الهامشية أو الأقل تأثيراً في النظام العالمي الجديد.
 
 
النماذج والأمثلة  التي أتينا على ذكرها كثيرة : تبدأ بإستعمال الولايات المتحدة سلاح القمح للضغط على الإتحاد السوفياتي عام 1988 للإنسحاب من أفغانستان أو تمنع مرور القمح للأراضي الروسية ، مثال آخر حيث استخدمت  الولايات المتحدة بالشراكة مع دول الخليج العربي النفط كأداة ضغطٍ سياسية على روسيا الإتحادية وإيران وذلك بكسر أسعار النفط وتقليصها من 104 دولارات للبرميل آخر 2013 إلى ما دون الخمسين دولاراً مطلع العام 2015.
 

إذا، أضحت السلع الأساسية طرقاً ووسائط للتوازن العالمي السياسي والإقتصادي ولهيمنة بعض البلدان على موازين القوى في العالم الحديث، وتمرير أفكارها وسلعها الأخرى بحجة المفاوضات والعقوبات حتى باتت نمطاً بدأ منذ أزمة 1929 الإقتصادية العالمية مروراً بأزمة 1973 الإقتصادية وصولاً إلى حرب الخليج الأولى والحصار الذي فرض ضدّ بعض الأنظمة ومنها النظامين العراقي والليبي.