كوردستان العراق كتجربة فريدة.
إنطلقت العملية الإقتصادية الفعلية في كوردستان العراق عام 2003 بعد سقوط النظام العراقي، ونعمت بنوعٍ من الحكم الذاتي، وقد تجلّى ذلك من خلال إنشاء الإقليم حكومة وبرلمان مستقلّين عن الحكم المركزي في بغداد.
بدأت العملية التنموية إنطلاقاً من إنشاء البنية التحتية كشقّ الطرقات، ووصل المحافظات الكردية بعضها ببعض، وإستجرار المياه، وبناء شبكة مستقلّة للكهرباء ...أدّى ذلك إلى إستقطاب عدد من المستثمرين العراقيين والأجانب، وإستمرّ الأمر حتى بلغ ذروته عام 2012-2013، فقد وصل عدد الشركات الأجنبية المسجّلة في الإقليم إلى حوالي ال6000 شركة، تعمل في مجالات مختلفة، ركّزأبرزها أعماله في قطاع البناء الذي خلق ربحيّةً صافية لعدد من المستثمرين، وساهم في فورة إقتصادية مميّزة أدّت بالبعض للقول :لقد أضحت إربيل دبي الثانية.
حوادث سنة ،2014 وإنطلاقاً من شهرها الثامن، أعادت الأمور إلى نقطة الإنطلاق مع بداية العمل المسلّح في محافظة الموصل جنوبي إربيل، وفي شمال سوريا المتاخم لمنطقة دهوك -شمالي كوردستان.
تلك الحوادث، بالإضافة إلى الخلافات المالية مع الدولة المركزية في بغداد، ساهمت إلى حدّ بعيد في إعادة النظر بمجموعة كبيرة من المشاريع غير المُنجزة، وخروج رساميل ضخمة كانت لتصنع العجائب لو إستمرت عجلة النمو الرائدة في منطقة شديدة الزلازل الأمنية.
وتبقى كوردستان برغم الحوادث المستجدة من أكثر دول الشرق الأوسط أماناّ، ولوأنّ محيطها لا يزال مشتعلاً، فهذه المنطقة تحمل الكثير من الفرص غير المفقودة لمستقبلٍ ناجح !!!!