رأي السبّاق:متى الوحدة الخليجية المتماثلة أوروبيا

الخميس 18 حزيران 2015

رأي السبّاق:متى الوحدة الخليجية المتماثلة أوروبيا

هل يكون مجلس التعاون الخليجي إتحاداً أوروبيّاً آخر ؟

 

منذ عقدٍ ونيف ودول مجلس التعاون الخليجي تعمل لبناء ركيزةٍ إقتصادية موحّدة على غرار الإتحاد الأوروبي، وكانت دائماً تُطرح تساؤلات حول إمكانية حصول مثل هذا التكامل الإقتصادي والإجتماعي. فهل تكون دول مجلس التعاون الخليجي إتحاداً أوروبياً آخر ؟ وما هي نقاط القوة التي تسمح بهذا الأمر والمعوقات المادية والبشرية التي تحول دون ذلك؟

 

تمتاز منطقة الخليج العربي بشبه تجانس ثقافي وإجتماعي ويعود ذلك إلى النظام القيمي الموحّد المرتكز على التشابه في القيم الدينية (الإسلام) والسياسية (أنظمة الحكم) والإجتماعية (القاعدة القبلية) .
 
 
أيضاً تزخر بلدان الخليج بثروات طبيعية ومادية مثل النفط والذهب والحمّر، وببيئةٍ جغرافية شبه متطابقة (الصحراء) فكل ما أتينا على ذكره آنفاً يُحضّر أرضيةً صلبة للإتحاد والإندماج، ويمكن الجزم أنّ اتحادا خليجيا متكاملا  قد يكون أسهل وأسرع وأكثر ديمومة من التجربة الأوروبية التي بدأت تمرّ بأزمات تنطلق من الإقتصاد ولا تنتهي بالثقافة...
 
 
بيد أنّ المحاولات الكثيرة التي بدأت مع الجيل المنصرم من الحكّام الخليجيين أوصلت إلى ثلث الطريق تقريباً، والخطوات المتّخذة في سبيل الإتحاد لا تزال خجولة وغير كافية، ويمكن أن نعزو ذلك إلى بعض الفروقات السياسية والإقتصادية المزمنة والطارئة أحياناً كمثل إتباع نظام المنطقة الحرة الكاملة في دبي، ونظام الضريبة التشاركية في المملكة العربية السعودية ،والنظرة السياسية إلى أزمات الجوار التي تتجلّى على شكل فروقات أو حتى خلافاتٍ أحياناً، وليس آخرها الصراع على زعامة المنطقة الخليجية، وهو صراع لا إرادي لربما قد يطرأ على غرار التنافس الألماني- البريطاني داخل القارة الأوروبية.