رأي السبّاق:الرؤية الإقتصادية الحالية لمعالجة الأزمات

الثلاثاء 16 حزيران 2015

رأي السبّاق:الرؤية الإقتصادية الحالية لمعالجة الأزمات

الرؤية الإقتصادية الحالية لمعالجة الأزمات ..بحسب السبّاق

 

منذ مطلع القرن السابع عشر والنظريات المرتبطة بالإقتصاد وبفلسفة الإقتصاد تتوالى, فمن كارل ماركس ونظرية الصراع الطبقي وإستئثار المتمولين وأصحاب الرساميل بالثروة وحتمية الثورة لإعادة التوازنات الإجنماعية والإقتصادية.. إلى ساي وريكاردو الممثّلين الأساسيين لليبرالية التقليدية وأهمية المبادرة الفردية والحريات الإقتصادية المطلقة والأسواق المفتوحة.. إلى كينز والليبرالية الجديدة عام 1945 التي شكّلت هامشاً ومخرجاً آمناً من تداعيات الحرب العالمية الثانية ،و أخيراً العودة إلى الإنفتاح التام وإزالة العوائق الجمركية مع نظام العولمة والمؤسسات الدولية الممثّلة لها كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي....
 
 
تلك المراحل صبغت الحياة الإقتصادية للأفراد والجماعات لعشرات العقود ونجحت في إعادة فرض قيمها على السوق والناس، والتزمت الشعوب بمبادئها وما تزال حتّى يومنا هذا.. ولكن في ظلّ التطوّرات الحالية والأزمات المستجدة منذ مطلع العام 2008 هل لا زالت  تلك الأنظمة وتلك المبادئ تصلح لإعادة تقويم الإعوجاج وطرح الحلول المتكاملة؟
 

الإصلاح يبدأ بالتشخيص الجدّي للأزمات. فالأزمات الحالية تنطلق من الشرخ الإجتماعي العمودي، وإنّ إجتراح الحلول للأزمات الآنية المُعاشة تبدأ بإصلاح النظام القيمي والأخلاقي لمجتمعاتنا ،وذلك يكون من خلال إنشاء مدرسة عوضاً عن مخزن ذخيرة وجامعة عوضاً عن ثكنة عسكرية وإعادة توزيع الثروة بين الناس على أسس الإنتاجية والجدارة وليس على أساس الإنتماء الأولي والوراثة، فيكون القانون هو المحرّك للحقوق والمحفّز للإستثمار