رأي السبّاق:العرب والاستهلاك التكنولوجي

الاثنين 15 حزيران 2015

رأي السبّاق:العرب والاستهلاك التكنولوجي

مفهوم الحاجات الأساسية في الدول العربية.

 

تطوّر مفهوم الحاجات الأساسية مع تغيّر الحقبات التاريخية ، فبعدما إرتبط بدايةً بتأمين حاجات المواطن الأساسية من غذاء وإستشفاء وسكن ، ها هو اليوم يعود ليواكب التطوّرات البشرية والتكنولوجية التي توصّل اليها المجتمع الإنساني وبالأخصّ منذ بداية مطلع القرن الواحد والعشرين.
 
 
الدول العربية وسكانها كما باقي دول العالم عرفت تغيّراً في أنماط الإستهلاك اليومي ولو إختلفت الأشكال والتجلّيات. فمفهوم الرفاهية وإزدياد حجم الطلب على الحاجات الثانوية حدا بالإنسان إلى المزيد من العمل والكسب لتوفير متطلّبات الحياة الجديدة، مثل السكن اللائق والملابس الرتبطة بالموضة وإقتناء السيارات الجديدة الفخمة... فبات النمط الحديث بالإستهلاك لصيقٌ تمام الإلتصاق بشخصية الفرد ومدى نجاحاته الإجتماعية والإقتصادية.
 
زد إلى ذلك مجموع القيم الدخيلة من المجتمعات الغربية التي إرتبط المواطنون العرب بها والتي أمست محور حياتهم اليومية كالحصول على هاتف جوّال حديث مزدان بأحدث التقنيات والأكسسوارات الحديثة الصادرة عن أبرز دور الأزياء، ما جعل المواطنين العرب أسرى تلك المفاهيم الإستهلاكية الطارئة التي لا تشبه البتة الحياة التقليدية ونماذجها التاريخية.

في المقابل ألن تكون تلك الأنماط وسيلةً لنشر التقدّم بمختلف أشكاله ؟ على إعتبار أنّ الوسائل المعتمدة تبرّر الوصول إلى الغايات المرجوّة لبناء إنسانٍ يشبه حاضره والعالم الذي يعيش فيه ويتبادل معه القيم والسلع والخدمات ؟