رأي مجلة السبّاق :التطوّر التاريخي للنقد

الثلاثاء 06 كانون ثاني 2015

رأي مجلة السبّاق :التطوّر التاريخي للنقد

تطوّر مفهوم النقود عبر الزمن وتغيّر تبعاً لتطوّر حجم التبادل التجاري بين الدول. فقد استعمل بدايةً مفهوم المقايضة الذي يقوم على تبادل السلع والخدمات دون نقود و إستمرّ النظام المذكور لآلاف السنين ولكنّه عرف نواقص عدّة أبرزها:


عدم التجانس بين كمية السلع ونوعية السلع المقايضة


تعرّضها للتلف بسبب العوامل الطبيعية مثل القمح والخضار


غياب مقياس لقيمة السلع الفعليّة


بعدها انتقل الإنسان إلى نظام البضاعة النقدية وهي عبارة عن بضائع يتمّ تبادلها مقابل بضائع أخرى ذات شهرة عالميّة كالحلي والمجوهرات والتبغ....


إلاّ أن هذا النوع من التبادل أيضاً شهد تعثّراً بسبب : عدم القدرة على تجزئة البضائع النقدية مثل النعاج مثلاً والمجوهرات.


ثمّ عاد وإنتقل الناس مع ازدياد الطلب على الإستهلاك نتيجة تزايد أعداد السكان إلى نظام أكثر فعالية وهو نظام العملات المعدنية وبخاصة الثمينة منها فإستخدم الناس الذهب والفضة والبرونز لإصدار قيمة سوقية للبضائع وكانت تقاس المعادن المستعملة في التبادل بحسب وزنها حتّى تطوّرت إلى مرحلةٍ باتت تنقش عليها صورة الحاكم أو معالم دينية وأثرية.


مع إندلاع الحربين العالميّتين الأولى والثانية فرغت معظم خزائن الدول الكبرى من المعدن الثمين بسبب إستخدامه في السباق على التسلّح فطبعت العملة الورقية التي حملت بدورها صورة الحاكم ومعالم أثرية ودينية.


وصولاً إلى يومنا هذا صار التبادل يعتمد على وسائل مرتبطة بالأنظمة الإكترونية كبطاقات الإئتمان والتحويلات المباشرة (أون لاين) وبهذا يستمرّ الإنسان بإبتكار نظم مالية جديدة تسهّل عمله التجاري والتبادلي خدمةً للمجتمع والأفراد