المعدن الأصفر: أداة إدخار أم سلعة استراتيجية؟

الاثنين 29 كانون أول 2014

المعدن الأصفر: أداة إدخار أم سلعة استراتيجية؟

المعدن الأصفر: أداة إدخار أم سلعة استراتيجية؟


لطالما كان الذهب مرغوباً ومحط اهتمام الناس كونه يحمل قيمة مالية عالية نسبة لحجمه وسهولة نقله.


فمنذ القديم, استعمل الذهب كوسيلةٍ للتبادل التجاري فصُكّت النقود الذهبية التي كانت تحمل صورة الحاكم وعدد معيّن.


ثمّ إعتُمد في حقباتٍ أخرى كخزّان أمانٍ إجتماعي للأسر وضمانة للمستقبل وحتّى كنموذج للدلالةعلى المرتبة الإجتماعية للفرد خاصةً حينما كان يتقدّم بطلب زواجٍ وما شابه.


غير أنّه في مراحل متقدّمة, وحتّى أواخر السبعينيات, إستخدم الذهب كإحتياطي إلزامي لدى البنوك المركزية وكمصدرٍ للإستقرار النقدي والمالي, لحين بدأت تتغيّر وظيفته السوقية مع إنفتاح الأسواق العالمية وإنبلاج فجر العولمة فأضحى سلعةً إستراتيجية بيد المستثمرين وأداة طيّعة للإدخار أو لربما كوسيلة تكتيكية للتهرّب من الضرائب على الأرباح وبخاصة عند المتموّلين الكبار.


وصل المعدن الأصفر إلى ذروة قيمته التاريخية عام 2011 عندما بلغ سعر الأونصة الواحدة حوالي $1800 . وكان ذلك مؤشّر جليّ لتعثّر الأسواق المالية ولتردّد المستثمرين الخارجين حديثاً من أزمة 2007-2008 ولكن ما لبث أن إستقرّ الطلب على الذهب في السوق نتيجة الوعي بضرورة إعادة تنشيط السوق المالية وضخّ السيولة في البورصات , فسُيّل الذهب وتدحرجت أسعاره بشكلٍ دراماتيكي حتّى بلغ أدنى أسعاره في الشهر الحالي إذ وصل سعر الأونصة إلى $1200 وما دون.