بحسب رأي السبّاق: الصناعات الحرفية إلى أين؟

الأربعاء 24 كانون أول 2014

بحسب رأي السبّاق: الصناعات الحرفية إلى أين؟

كان دائماً يُطرح السؤال التالي : إلى أين سيغدو الأمر بالصناعات الحرفية في ظلّ هيمنةٍ للمكننة على طرفي العالم الشمالي والجنوبي وكيف السبيل للمحافظة عليها من الزوال التدريجي وصولاً إلي الإندثار التّام المتوقّع مستقبلاً ؟


عرفت المجتمعات الصناعات الحرفية (كصناعة الأجراس اليدوية, عباءات الحرير اليدوية...) منذ نشأة الحضارات وإزدهرت في زمن الأمبراطوريّات (البيزنطية, العثمانية , الرومانية...) ولكن مع إندلاع الثورة الصناعية في بريطانيا وإختراع الآلة البخارية, بدأت الصناعة الحرفية تفقد من حجمها في السوق وذلك لعدّة أسباب, أهمّها :

إنفتاح الأسواق الإقليميّة والعالميّة وإزدياد الطلب على الإستهلاك الذي أجبر العديد من المنشآت الصناعية التحوّل نحو الآلة بهدف التصنيع الكمّي.


أضف إلى ذلك, تداخل الثقافات وتفاعلها ما أفقد الصناعة الحرفيّة المرتبطة بثقافة بلد المنشأ قدرةً على المنافسة في زمن يعتمد على آليّات السوق التنافسي (السعر بكلفة أدنى) في التجارة المباشرة وباتت النوعيّة الجيّدة موجّهة لفئةٍ من جمهور الأثرياء لسعرها المرتفع.


لنأتي إلى حاضر الأمور, فقد أضحت الصناعات الحرفية معتمدة في غالب الأحيان لأغراضٍ تتعلّق بالديكور المنزلي ومجسّدةً لثقافة البلد الواحد. قيمتها المضافة بأنّها تحمل هوية تاريخية بسبب توارثها عبر الأجيال, بيد أنّها غير مرئيّة حاليّاً في حركة السوق العالميّة ناهيك عن أسعارها المرتفعة التي تتناسب وميزانيّات أصحاب الأموال وميسوري الحال