هل تستطيع التكنولوجيا أن تستبدل الأساتذة؟

السبت 10 كانون أول 2016

هل تستطيع التكنولوجيا أن تستبدل الأساتذة؟

 يزداد قلق خسران الوظيفة أمام ازدهار التكنولوجيا يوماً بعد يوم، في قلوب موظّفي معظم القطاعات والمجالات.


ففي بريطانيا، 15 مليون عملٍ مهدّدة من الوسائل الأوتوماتيكيّة، فيما تتطوّر التكنولوجيا وتصل إلى مستوياتٍ عالية من الدقّة، مهدّداً أنواعاً كثيرة من الوظائف. ولكن، بحسب دراسةٍ من جامعة أوكسفورد، أجرتها على أكثر من 700 مجال عمل، سوف يسلم قطاع التعليم من هذا التهديد. فلماذا هذا اليقين؟

 

صحيحٌ أنّ الصفوف التي يمكن حضورها على الانترنت، وحصص الأونلاين، باتت منتشرة وعمليّة، تسمح للمرء أن يتعلّم وهو جالسٌ على كنبة غرفة الجلوس، من دون الحاجة حتّى إلى الذّهاب إلى الجامعة. ومعظم هذه الصّفوف مجّانيّ، فيما البعض منها، الذي يمنح شهادةً في نهاية الصفّ، يكلّف المال. ولكنّ نسبة التخلّي عن هذا النّوع من الصّفوف كبيرة جدّاً. والسّؤال يطرح نفسه، لم لا يُستبدل الأساتذة في الصّفوف، بالتكنولوجيا؟

 

الجواب هو أنّ الأستاذ يهتمّ بالتلاميذ والطّلاب، ويتابعهم، وينظّم عملهم، ويعرف الضّعفاء من الأقوياء، ويركّز عليهم، ويساعد الأساتذة الجدد، ويقدّم العمل الإضافيّ عند الحاجة، ويقيّم عمل الطلّاب وحضورهم، ويضع العلامات بشكلٍ خاصّ، ويصحّح الفروض، وحتّى إنّه يساعد في تحضير حفلات المدرسة، أو الجامعة، ويهتمّ بتأمين المعدّات التي يحتاج إليها الصّف، ويكتب الرسائل للأهل والإدارة، ويلتقي بالجهتين، ويطبع الأوراق وغيرها الكثير من المهمّات. ومن هذا المنطلق، من المستحيل، على الأقلّ في الوقت الحالي، تسليم أيّ نوعٍ من التكنولوجيا، هذا الكمّ من الوظائف، في آنٍ واحد. وقد تساعد التكنولوجيا في تسهيل المهمّات على الأساتذة، لكنّها لن تتمكّن يوماً من استبدال حسّهم الإنسانيّ وقدراتهم الاساسيّة للتعليم، مثل القدرات الفكريّة والبديهيّة.